Tiếng Việt  |  العربية  |  Português  |  Español  |  Français  |  Русский  |  English  |  简体中文
ISO,CQC
قائمة الملاحة
قائمة الملاحة
الصفحة الرئيسية > أخبار > البلد يحتوي على «كنوز» من النحاس والفحم والذهب

أخبار

البلد يحتوي على «كنوز» من النحاس والفحم والذهب

2012-08-03 / admin

أولان باتور (منغوليا): دان ليفين*
يفتخر الأسترالي هوارد هودجسون، وهو رئيس تنفيذي عصامي، بأنه موجود هنا من أجل المال. وحينما جاء هودجسون إلى منغوليا قبل أكثر من 10 سنوات وجد أرضا اقتصادية مجدبة ما زالت تترنح من سقوط حكام البلاد الشيوعيين عام 1990، وكانت القلة القليلة من الأجانب الآخرين الموجودين، ولم يكن هناك ما يذكر لفعله أثناء فصول الشتاء القارس سوى التعود على مذاق لبن الفرس المتخمر.

ولكن بالنسبة لهودجسون، الذي سبق له أن تمرس في براري بابوا غينيا الجديدة وميانمار وباكستان، فإن النظام الديمقراطي الوليد كان تغييرا محل ترحيب في المشهد السائد هناك. وقد ذكر الرجل مؤخرا: «لقد طفت بما يكفي داخل الغابات». وأوضح أن ما جعله يبقى، بخلاف الاتجاه الصاعد لقطاع التعدين، هو وجود ميزة لا تقاوم، وخصوصا بالنسبة لرجل قضى حياته كلها في الهروب من آكلي لحوم البشر والمتمردين والإرهابيين، حيث قال: «هنا لا تتعرض لإطلاق النار».

وقد أصبحت المزايا غزيرة هذه الأيام، حيث تبين أن منغوليا تجلس فوق كنز دفين من النحاس والفحم والذهب، مما يغير تماما من مصير ووجه هذا البلد الخالي في معظمه، بفضل الطلب الشره من جانب الصين على الثروات الطبيعية، وهذه الطفرة التي شهدها قطاع التعدين جعلت من منغوليا الاقتصاد الأسرع نموا في العالم، وتحولت العاصمة أولان باتور إلى مدينة يجتمع فيها الإفلاس السوفياتي والانتعاش الصيني.

والآن، انضم إلى الركب أيضا المرتزقة في المجال المالي، الذين جذبهم جنون إبرام الصفقات. وعلق هودجسون بينما كان متجها إلى كابينة الترجمة خلال مؤتمر لشركات استخراج الفحم يمتلئ عن آخره بالملابس الرسمية واللكنات الأجنبية: «الأمر يشبه إلى حد ما سباقات البحث عن الذهب».

وفي نظر الأهالي المحليين، فإن عاصمتهم الآخذة في التطور، التي يسكنها نصف سكان منغوليا البالغ عددهم 2,7 مليون نسمة، قد أصبحت حضانة لآمالهم ومخاوفهم. فوسط انهيار المجمعات السكنية الستالينية وارتفاع ناطحات السحاب، يحتدم الجدل حول تأثير صناعة التعدين، ليضع من يمتدحون هذه الصناعة بسبب دورها في محو عقود الضعف والتخلف في مواجهة الآخرين الذين يعتبرون أن المادية والفساد يلوثان طريقة الحياة التقليدية في منغوليا.

وسواء شاءوا أم أبوا، فإن التعدين يغير من أولان باتور، فحتى بضع سنوات مضت كان لا يظهر في الأفق سوى زوج من مداخن المصانع، أما اليوم فإن أعلى بناية في المدينة هي عبارة عن فندق باهر يتألف من 25 طابقا يصل ثمن الغرفة به إلى 300 دولار في الليلة الواحدة، وإن كان نظام التدفئة به غير كفؤ، وتطل نوافذه الزجاجية على قلب منغوليا الاقتصادي والسياسي، وهو «ميدان سوخباتار»، الذي تحيط به تشكيلة مهمة من البنايات، مثل البرلمان والبورصة ومقر «المؤسسة المنغولية للتعدين»، إضافة إلى لوحة إعلانات لأول مدرسة بريطانية خاصة في البلاد، ومن المقرر افتتاحها في شهر سبتمبر (أيلول) القادم. وعلى الجانب الآخر من الشارع يوجد مركز تجاري جديد يغري محدثي الثراء من خلال وجود متاجر ذات أسماء شهيرة مثل «بيربيري» و«إمبوريو أرماني».

ويقول هايدن لينش، الذي انتقل إلى هنا في شهر أبريل (نيسان) الماضي قادما من سيدني بأستراليا كي يتولى منصبا تنفيذيا لدى شركة «مناجم زانادو» للتنقيب عن المعادن: «لولا التعدين لبدا هذا المكان كما كان يبدو منذ 50 عاما».

وتتصادم أرباح العالم الأول مع مشكلات العالم الثالث، فقد أدى اختفاء العشب خلال فصل الشتاء على مدار عدة سنوات متتالية، وكذلك إغراء ثروات التعدين إلى اجتذاب آلاف الرعاة، الذين نزحوا من مناطق رعي الغنم ليستقروا في ضواحي المدينة، داخل أحياء فقيرة تمتلئ بالأكواخ، ويصفها بعض الأهالي بأنها «عشوائيات منغوليا»، حيث تنتشر البطالة ولا توجد كهرباء أو مياه صالحة للشرب، والأشخاص الأشد فقرا يأوون إلى المجارير، التي يتكومون داخلها إلى جانب أنابيب المياه الساخنة حينما تنخفض درجات الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر.

ويقول سوماتي لوفساندينديف، مدير «مؤسسة سانت مارال»، وهي جمعية خيرية غير هادفة إلى الربح: «في هذه اللحظة ينتظر الناس أن تتدفق عليهم الثروات المعدنية بشكل أو بآخر». وطبقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها المؤسسة، فإن 96 في المائة من المنغوليين يرون أن الفساد متفشٍّ، و80 في المائة منهم أعربوا عن اعتقادهم بأن حكومة القلة في البلاد تتمتع بنفوذ طاغٍ.

وقد كان عدم الرضا عن الفساد والامتيازات التي تمنحها الحكومة لشركات التعدين الأجنبية هو الموضوع الرئيسي للحملات الدعائية أثناء الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، ويواجه من فازوا في هذه الانتخابات وأصبحوا في السلطة توقعات كبيرة بأن ينفقوا عوائد التعدين على الرعاية الصحية والبنية التحتية والتنمية الاقتصادية.

ومع ذلك فإن البعض يتساءلون عما إذا كان في مقدور منغوليا أن تتجنب شبح عدم الاستقرار السياسي والفساد واتساع رقعة الفقر الذي حل بالدول النامية الأخرى الغنية بالمعادن، ويؤكد مسؤولو الحكومة أنهم يعملون بكل جهدهم من أجل تجنب «لعنة الموارد الطبيعية» التي تؤدي إلى تضخم الحسابات المصرفية لنخبة فاسدة على حساب الشعب، كما أكدوا أنهم متنبهون أيضا إلى إمكانية التعرض لما يعرف باسم «المرض الهولندي»، وهي ظاهرة اقتصادية تتضمن ارتفاع قيمة العملة المحلية مصحوبا في الغالب بزيادة هائلة في صادرات الموارد الطبيعية، مما يقلل من القدرات التنافسية للصناعات الأخرى الموجودة في البلاد.

ويقول سوراب سينها، وهو خبير اقتصادي لدى «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» في أولان باتور: «منغوليا في مفترق طرق. هل ستستغل الحكومة الثروات المعدنية بطريقة مستدامة وعادلة من أجل الارتقاء بحياة جميع أبناء الشعب؟ أم أنها ستصبح مثل نيجيريا؟».

وقد بدأ بعض المنغوليين يشعرون بالمزايا، حيث حصل العاملون بالحكومة هذا العام على علاوة بلغت 50 في المائة. فلنستمع على سبيل المثال إلى قصة صعود أوغانباتار نيامديليغ، وهو شاب كثيف الشعر يبلغ من العمر 26 عاما، حيث روى في إحدى الأمسيات، أثناء وقوفه في الازدحام المروري الأبدي بمدينة أولان باتور، كيف ترك عمله كخادم في أحد الفنادق مقابل 500 دولار شهريا عام 2011 ليصبح مفتش أمن وسلامة في إحدى شركات التعدين مقابل ألف دولار شهريا، واليوم يوجد لديه عرضان من منجمين على استعداد لدفع 1500 دولار شهريا. وهو يقول: «لا يدفع مثل هذه المبالغ الكبيرة سوى شركات التعدين».

كما كان الانتعاش الذي شهدته منغوليا عامل جذب لبعض من رحلوا قبل سنوات بحثا عن فرص أفضل، فقد قضى زولبو باتا (34 عاما) 9 سنوات في آيرلندا، حصل خلالها على شهادة تجارية وحقق لنفسه مسيرة وظيفية واعدة، ولكن مع دخول آيرلندا في حالة ركود خانقة، عاد باتا إلى أرض الوطن في شهر مارس (آذار) الماضي، وسرعان ما عثر على عمل لدى إحدى شركات توريد معدات التعدين. وقد قال وهو يحتسي مشروبا داخل إحدى الحانات الآيرلندية الشهيرة التي تعد مقصدا للأجانب في أحد الفنادق الوضيعة: «إذا لم تكن ترى الفرصة في منغوليا الآن، فأنت أحمق». وتتفق معه غانتويا بادامغاراف (44 عاما)، التي تعد تجسيدا للحراك الاجتماعي في أولان باتور، حيث تعلمت اللغة الإنجليزية بمفردها منذ 14 عاما باستخدام قاموس روسي - إنجليزي، إلى أن صارت من أعلى المسؤولين التنفيذيين أجرا في منغوليا. إلا أنها تركت وظيفتها على أمل أن تتمكن من تحقيق ما هو أفضل في البحث عن قطعة من الثروات الجديدة التي تتدفق في أرجاء البلاد، حيث قامت شهر أبريل (نيسان) الماضي بافتتاح معرض فني في أحد المراكز التجارية الجديدة، وملأته باللوحات الزيتية التجريدية والتماثيل المعدنية. وقالت بادامغاراف، وهي ترتدي سروال «جينز» ضيقا وحذاء طويلا من ذلك النوع الذي يرتديه قائدو الدراجات النارية، إنها تتوقع أن تسهم الطفرة التعدينية في منغوليا في حدوث نهضة ثقافية على الطراز الصيني، وهي تنوي أن تسبق الجميع في هذا الاتجاه. وتابعت: «في الصين، بمجرد أن تصبح لديهم سيارات فاخرة وحقائب من طراز (لويس فيتون)، فسوف يأتي الفن بعد ذلك».

ومع وقوف البلاد على شفا الرخاء، تراهن بادامغاراف بمستقبلها على طموحات بلادها العالية، قائلة: «المنغوليون ينطلقون مثل الكلاب بمجرد أن تفلت العنان من بين يديك. نحن متعطشون لشراء السلع الراقية».

بحث
إتصل بنا
+86-21-68763311
+86-21-68763366

حول جويال

جويال تعمل في حدود آلية التعدين. نحن نستخدم المعدات ذات مستوى عالمي، والتكنولوجيا، والقدرة والدراية لتلبية احتياجات العملاء وتقديم قيمة على المدى الطويل.

إتصل بنا

Email:joyal@crusherinc.com الهاتف:  +86-21-68763311 الفاكس: +86-21-68763366 كود آخر: 201201